تنعى مؤسسة ويكيميديا وفاة باسل خرطبيل، الويكيميدي السوري ومناصر ثقافة المصادر المفتوحة حول العالم
سبق نشره في مدونة ويكيميديا في 3 أغسطس 2017
مؤسسة ويكيميديا تنعى فقدان باسل خرطبيل, الويكيميدي السوري الرائد في مجال ثقافة المصادر المفتوحة
وفي هذا الأسبوع تلقت عائلة باسل خبراً يؤكد أن النظام السوري قام بإعدامه في أواخر العام 2015, بعد أن تم نقله من سجنه بفترة وجيزة.
إننا في مؤسسة ويكيميديا لنشعر بكثيرٍ من الحزن والأسى لفقدان أحد أفراد مجتمعنا, لقد كان باسل خرطبيل أو المعروف لدى البعض بباسل الصفدي أحد أهم الناشطين في مجال ثقافة المصادر المفتوحة, ونتمنى لأهله ومحبيه حول العالم الصبر والسلوان.
وقد اعتقلت الحكومة السورية باسل يوم 15 مارس 2012 مع آخرين في ذكرى مرور سنة واحدة على الثورة السورية. ومنذ شهر أكتوبر 2015 كان باسل مُغيباً، وتحديداً منذ أن تم نقله من السجن الكائن في دمشق الذي كان محتجزا فيه. كان يحدونا الأمل أن يكون باسل سالما وأن يفرج عنه محتجزوه. إلا أن زوجته المحامية السورية الناشطة في مجال حقوق الإنسان نورا غازي صفدي نشرت بيانا خلال الأسبوع الحالي يفيد أنه أعدم بعد فترة قصيرة من نقله من سجن عدرا.
كان باسل رائداً ومناصراً وعضواً في عدة مجتمعات مهتمة بثقافة المصادر المفتوحة؛ لقد كان له دور هام في دفع حركة المصادر المفتوحة في العالم العربي إلى الأمام. بالإضافة إلى مناصرته ومساهمته في ويكيميديا – التي كانت أغلبها دون ذكر اسم – كان باسل رائد مشروع ومنتسب عام للمشاع الإبداعي السوري، وكذلك زميل لمجتمع أصوات عالمية ومناصراً للبرمجيات المجانية ومساهم في موزيلا ومؤسس المساحة المخصصة للمبرمجين السوريين آيكي لاب في دمشق، وغير ذلك الكثير.
وقد شارك باسل قبل احتجازه في أعمال تجسيد افتراضي ثلاثي الأبعاد لمدينة تدمر القديمة في سوريا، والتي دمرت معظمها داعش سنة 2016. واكتمل عمله الذي كان يهدف لصون ورقمنة ومحاكاة المدينة القديمة بفضل جهود مجموعة "تدمر الجديدة" وهي مجموعة مشتركة تضم مصممي صور ثلاثية الأبعاد وأثريين وفنانين وأمناء ومطورين ومعلمين وصحافيين وباحثين وويكيميديين.
في 18 مارس / آذار 2014، نشرت الإجابة مكتوبة من كاثرين آشتون نائب رئيس المفوضية الأوروبية: "يستنكر نائب رئيس المفوضية الأوروبية استمرار اعتقال باسل خرطبيل الصفدي ويشارك مخاوفه بشأن موقفه، ويتابع الموضوع بقرب."
حصل باسل على المركز التاسع عشر في قائمة فورين بوليسي لأفضل مفكرين عالميّين، مع ريما دالي، وذلك "للإصرار على سلمية الثورة السورية ضد كل الظروف".
في 21 مارس / آذار 2013، حصد باسل على جائزة مؤشر الرقابة في مجال الحريات الرقمية.
بالرغم من اعتقاله في ذلك الوقت في سجن عدرا، نجح باسل في توصيل امتنانه عبر دانا تروميتر وجون فيليبس، اللذان استلما الجائزة بالنيابة عنه، حيث عبر عن تقديره لكل ضحايا النضال من أجل حرية التعبير، خاصة الشباب السلميين الذين رفضوا حمل السلاح وكلهم يستحقون هذه الجائزة.
كان يشتهر باسل في أوساط حركة ويكيميديا بحماسته وشغفه اللامتناهيين وكان دائما ما يحث الآخرين على المشاركة والاستحداث والتواصل مع العالم من حولهم. تعاون في 2014 مع صديق كي يكتب دون ذكر اسمه من داخل السجن الذي كان محتجزا فيه. وفي تدوينته الأولى على المدونة التي تحمل اسم «أنا في سجن سوري»، أكد أنه قد قبض عليه بسبب كتاباته وأفكاره. وبالرغم من الخطر والصعوبات، إلا أن كتاباته كانت تحمل مشاعر الانتصار لأن «الحكومة أرادت أن تخرس لساني، لأنها فشلت في مهمتها وهذه المدونة هي الدليل على ذلك». ذكرتنا تغريداته المكتوبة من ذات المنصة للتدوين بدون إنترنت أننا «لا يمكننا أن نناضل السجن دون ذاكرة وخيال.»
نؤمن مثلما آمن باسل٬ أن للكتابة والكلمات والذكريات قوتها. حيث يزور كل يوم مئات الملايين مشاريع المعرفة الحرة مثل ويكيبيديا بغرض التعلم والتذكر والاستحداث. نحن نستفيد من كرم مساهمي ويكيميديا من كافة أنحاء العالم إلا أن القليل جدا منا يفكر في التحديات التي قد تواجه هؤلاء المساهمين. أخبار وفاة باسل ليست إلا تذكيرا مؤلما بالمخاطر والمصاعب التي يواجهها العديد منا من أجل ممارسة حقوقهم الأساسية في المشاركة والتعلم.
نؤمن أن الجميع يجب أن يتكلموا بحرية وأن يشاركوا ما لديهم بحرية. نؤمن أن هذا الالتزام بالتعبير والانفتاح والابتكار هو تذكير بإنسانيتنا المشتركة وأساس لعالم أفضل. تقوى الحركة العالمية للثقافات المفتوحة والمعرفة الحرة بفضل مساهمات باسل. ننعي وفاته كما ننضم إلى عائلته وأصدقائه والمحيطين به في تكريم ذكراه. سوف نظل متفانين في خدمة القيم التي عاش يُعليها.
كاثرين ماهر، المديرة التنفيذية
مؤسسة ويكيميديا
مؤسسة ويكيميديا